السبت، 31 ديسمبر 2022

بين وحدة الوجود ووحدة الشهود :

 يومن العديد من الفلاسفة الغربيين والشرقيين

 وكذا العديد من المتصوفة :

بنظرية وحدة الوجود :

 التي تدعي بأن الوجود واحد ومطلق 

وبالتالي لا فرق بين الله تعالى والطبيعة

 ولحد القول بأن الخلق هو عين الحق .

وذلك إنطلاقا من نظرية الفيض المدعية بأن كل الوجود فائض عن الذات الأولى عبر مراتب عليا وسفلى 

وبالتالي فليس هناك خالق وخلق..

 بل فقط وجود إلهي في مراتب ..

النظريتان اللتان تتناقضان مع العقيدة القرآنية 

ومع العديد من العلوم الحقة .

فالوجود السماوي والأرضي أتى حقا عن مراتب كما بالقرآن الكريم لكن مراتب خلقية لا فيضية .

 وعن فتق من رتق كما بقوله تعالى :

أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما .

الآية التي تؤكد بمخلوقية الوجود عن فعل إلهي لا عن فيض .

وإنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون .

فما ثم في الوجود إلا أفعال الله سبحانه وتعالى وكلماته وبعض صفاته :

فكما تدل أي صنعة عن الصانع وبعض خصائصه :

 تدل بل وتتجلى في كل الوجود بعض صفات الله تعالى ..

والتي نلمسها عقلا :

إذ يدل الكون لكل متدبر على صفات الله تعالى :

الخالق والعليم والحكيم والكريم والرزاق .....وغيرها..

وكل ما نعلم من صفات الله تعالى وما لا نعلم. 

وهذا لأولي الألباب من المتفكرين في خلق السماوات والأرض .

أما المتصوفة وذووا الأذواق الروحية فلا يصلون إلى تجلي هاته الصفات الربانية عن عقل وتدبر فقط 

بل عن أذواق قلبية وروحية وعن محبة كبرى لله تعالى .

ولحد رؤيتهم لبعض أنوار هاته الصفات كونيا ..

بل ولحد يقين بعضهم بوحدة الشهود النورانية هاته لا وحدة الوجود المادية .

فحينما تتجلى بعض صفات الله تعالى كونيا على قلب وروح الولي كإسمه تعالى : القريب :

 يحس وكأن ذات الله تعالى قريبة من حبل وريده ..

 وتحيط به من جهاته الست ..

بل وكأنه لا كون .. وما ثم إلا الله . بل وكأن الكون هو الله .

وللحد الذي لا يفرق فيه بعض أدمغة التصوف ولليوم :

 بين وحدة الوجود المادية هاته 

ووحدة الشهود النورانية والمعنوية الصوفية :

فالله نور السماوات والأرض .

وحينما يتجلى الله تعالى بإسمه تعالى النور على قلب وروح الولي تفنى أمامه كل ظلمات الكون ..

ولحد فنانه عن كل طينيته .

وإضمحلال كل الكون عنه.

فيفني من لم يكن ليبقى من لم يزل . كما قالوا .

وحتى قالوا في هذا الحال : 

ما ثم في الوجود إلا الله .

وبأن الخلق عين الحق .

لكن عن حال صوفي فقط 

وليس عن حقيقة علمية ويقينية أو مقام كما يظن من لم تكتمل بعد دورته الصوفية..

إذ الحقيقة أن السماوات والأرض كلها ظلمات .

 ولا تنيرها إلا أنوار صفات الله تعالى المتجلية فيها :

الله نور السماوات والأرض.

ولهذا فرغم ظلمات الكون هاته يرى من يرى بقلبه وببصيرة روحه كل الوجود أنوارا ..

كما لا يرى الضالون في كل الوجود إلا الطبيعة والمادة .

ولحد العقيدة :

بأن النور الكوني الحق هو فلسفات إبليس اللعين..

 ولا تنوير إلا بأنوار كفرياته العلموية .

وليقع المومنون بوحدة الوجود المادية كذلك في عقيدة الإثنية : إله النور وإله الظلام وفي تأليه إبليس .. بل وفي تعدد الآلهة :

بل وبأن كل الكون وكل الخلق تعبير عن اللاهو : كرمز لله.

ولحد اليقين بأن الله متجلي في كل الوجود بذاته لا فقط بأنوار صفاته سبحانه .

وأكبر ما سجن عقول هؤلاء الفلاسفة في وحدة الوجود المادية هاته  :

ظنهم بأن الله هو المطلق

 وما دمنا جزءا من المطلق

 فنحن جزء من الذات العلية كما قال الله تعالى عنهم :

وجعلوا له من عباده جزءا

بينما ذات الله تعالى وكما قال إبن عربي :

جد متعالية ولا نشم لها أية صفة.

وبالتالي فهي فوق كل المطلق وفوق كل الوجود

وما ثم إلا تجلي بعض صفاتها على قلوب وأرواح بعض الأولياء وجوديا وفي الأنفس .

ولهذا نومن بوحدة الشهود النورانية هاته لا وحدة الوجود المادية .

فما الخلق إلا صفر وجودي عند تجلي الذات الإلهية .

فالحمد لله على عظمة الله تعالى وعلى معاليه وكل علياءاته.

والحمد لله على ضعفنا وكل نقصنا: 

فالله قد وضع أكبر كمالاته في أضعف مخلوقاته  : الإنسان .

ولهذا كان كل كمالنا في ضعفنا ونقصنا .

وكل الحمد للكامل الحق ربنا .

   

      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بإسم الله تعالى الغفور الغفار سبحانه :

ونفس وما سواها ، فألهمها فجورها وتقواها. قد أفلح من زكاها ، وقد خاب من دساها . صدق الله العظيم