يظن العديد من فقهاء السلفية لا كلهم :
بأنهم لوحدهم على منهاج السنة ..
وبأنهم لوحدهم الوراث الشرعيون للعلوم المتواثرة عن السلف الصالح ..
بل والممثلون الأوحدون للصحابة رضوان الله عنهم ..
وللحد الذي سمى البعض منهم جماعته :
بالفرقة الناجية ، وبأهل السنة والجماعة ..
ولهم بعض الحق في ذلك لأن سلفنا وسلفهم رضوان الله عليهم إعتنوا أول ما إعتنوا به :
بتوريث نصوص القرآن والحديث الذي هو إختصاصهم والذي هو كل أساس إسلامنا الحنيف وعلوم جل الرعيل الأول رضوان الله عليهم ..
وقبل أي تدوين لإجتهادات الصحابة رضوان الله عليهم ..
وقبل أي من علوم القرآن والحديث واللغة والتدبير والتدبر ..
وقبل أي من فقهيات العمل :
والتي إختص الفقهاء في تبيان ظاهرها ..
كما إختص المتصوفة في التربية على باطنها .
بل ولم يكن لا الفقهاء ولا المتصوفة الأولون يفرقون بين العلمين :
فلا ظاهر دون باطن .. كما لا باطن دون ظاهر .
وبالتالي فلا حقيقة صوفية دون شريعة سنية .
كما يروى عن الإمام مالك رضي الله عنه :
من تصوف ولم يتفقه فقد تزندق ، ومن تفقه ولم يتصوف فقد تفسق ، ومن جمع بينهما فقد تحقق .
وكما يروى عن الإمام الشافعي رضي الله عنه :
فقيها صوفيا كن ، لا واحدا .
كما أن العديد من كتب الفقه - ومنذ العصور الأولى - ملآى بالأدلة القرآنية وبالإشارات السنية والسلوكات المشرعة للتصوف كفقه سني مختص في السلوك القلبي ، وأذواق ومعارج الروح والقرب ...
وبالتالي فإن التصوف فقه مركب وذوقي وعملي ..
وتربية قلبية وروحية إختص فيه الأولياء قدس الله أسرارهم فقط :
فكما ترك لنا الفقهاء كتبا ومعارف مختصة في قول الله تعالى عن الرسول صلوات الله عليه :
(ويعلمهم الكتاب والحكمة) إنطلاقا من فقه الظاهر.
ترك لنا الأولياء زوايا مختصة في بعض هذا وفي مهمة الرسول صلوات الله عليه :
(ويزكيهم) إنطلاقا من فقه الباطن .
فلم يكن الرسول صلوات الله يعلم بنصوص القرآن والحديث فقط كما يظن بعض الفقهاء ..
بل كان يربي بالتكليف بالأذكار والإعتكاف ..
وبالأعمال والإشارات واللمسات والنظرات ... وغيرها ...
وكلها علوم :
أثمرت لنا فقهاء ورثوا لنا إجتهاداتهم العلمية ..
كما أنتجت لنا أولياء ورثوا لنا تجاريب روحية ونورانية وبشريات ....
ولحد ترتيبهم لكل أحوال ومقامات السلوك القلبي والروحي نحو رحاب الله تعالى ونحو القرب منه..
وبكل إحسان كما قال الرسول لجبريل عليهما السلام :
(الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه) :
وهو مقام المشاهدة والكشف والتجليات ذوقا وروحا عند الصوفية .
(فإن لم تكن تراه فإنه يراك) :
وهو مقام المراقبة عندهم .
ولا ندعي هنا بأن كل صوفي محسن .
كما أنه ليس كل مسلم بمومن.
كما أنه ليس كل مومن بمحسن .
وبالتالي فإن إختصاص الفقهاء في قوله تعالى عن الرسول صلوات الله عليه : (ويعلمهم الكتاب والحكمة) وعلوم الحديث .
بينما التصوف : ففقه التزكية ومهمة الرسول صلوات الله عليه في قوله تعالى : (ويزكيهم).
وبالتالي فإنه يعني ومن بين آلاف التعاريف :
صدق التوجه القلبي والروحي لله تعالى
وفقه الإحسان .
وعلم اليقين .
والعلم اللدني ...
وهي علوم إختص فيها صادقوا الأولياء قدس الله أسرارهم من آل البيت عليهم السلام كأقرب وراث لهاته التربية ..
لا أدعياؤهم أوبعض الزوايا الغارقة اليوم في القبوريات والشركيات والبدع .
والتي ننادي بإصلاحها الواجب عبر مدونتنا :
Kotoub67.blogspot.com
رجاء التقريب العملي بين التسلف والتصوف .
وبمنهجية صوفية أشعرية سلفية تجديدية اللهم آمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق