السبت، 31 ديسمبر 2022

حقيقة المعراج الروحي :

يظن الكثير من الطلبة والعلماء الغارقين في بعض التفاسير البيانية واللغوية وعلوم الحديث بأن كل ما سوى دراسة الشريعة والدراسات الإسلامية وعلومهما هذا مضيعة للدين والحياة ...

ناكرين لدعوة القرآن الكريم والحديث الشريف لما سوى هاته الإختصاصات كذلك إما جهلا ..

وإما تعصبا لبعض المذاهب..

ولحد نكرانهم للكثير من الحقائق العلمية ، وللعديد من العلوم الفكرية والفلسفية ولو كانت إسلامية ..

بل ولحد تكفيرهم للعديد من المفكرين والعلماء المخالفين لهم إجتهادا أو سياسة ..

ناسين بأن الرؤيا الكلية والسنية للرسول صلوات الله عليه قد تفرقت من القرآن الكريم بين العديد من العلوم والمعارف والفقهيات البيانية والبرهانية والعرفانية ..

وبأن هاته الرؤيا النبوية الكلية للرسول صلوات الله عليه رؤيا كونية معراجية قد وسعت السماوات والأرض ..:

فالرسول صلوات الله عليه عرج لما فوق السماء السابعة وسدرة المنتهى ، ورأى العديد من الأكوان والمخلوقات والأسرار في معراجه، بل وقد إعتاد أن يرى الجن والملائكة على الدوام .

ولهذا فإن العقل السني النبوي عقل قرآني كوني وكلي شامل وغيبي لا يمكن - ومهما علمنا - الإحاطة بمعاليه .. 

ففكره صلوات الله عليه كان أرضيا سماويا ودنيويا أخرويا غيبيا بل وربانيا كامل العبادة والعبودية والعبودة والعبدية لله وحده سبحانه ...

فهو الإنسان الأكمل .

ولهذا لا إحاطة حتى لكبار العارفين بكماله ..

ولا حتى للذين غرقوا في حقيقته المحمدية هاته حتى مدحوها بالألوهة ، وبما لا يليق بمن سوى الله العلي الأعلى سبحانه ...

ولهذا من الممكن أن تكون سنيا في بعض الأعمال والعقائد .

أما أن تنعت نفسك بأنك سني بالكامل : فهذا إدعاء ..

وبعض السلفيين ولا أقول جميعهم من أول المدعين لهذا  :

فرغم أن إختصاص معظمهم في علوم الحديث فقط يدعون بأنهم الأقرب للرسول صلوات الله عليه :

بينما عند المقارنة بين علومهم التفصيلية وعلوم غيرهم الإجمالية نقضي بأن البعض منهم أباعد عن هاته النظرة الوجودية للرسول صلوات الله عليه .

والتي وسعت السماوات والأرض .

بل ولم يغرق فيها إلا بعض العارفين بالله الذين وهم يتعالون عن الدنيا زاهدين ..

وجدوا أنفسهم يتعالون على كل الأكوان .

بل وعلى كل السماوات والأرض ..

ولحد حديثهم عن المعراج الروحي للولي الكامل : 

حيث تشتاق الروح المحبة للقرب من رب الوجود حتى يفنى العقل والجسم على كل الوجود ...

ويخرق اللب والقلب السماوات لترى الروح من أسرارها ...

وهذا هو الميلاد الصوفي الثاني :

حيث تعود الروح لعالمها الأصلي : عالم الأمر : 

قل الروح من أمر ربي . 

والذي هو البرزخ العلوي الأول بالأفق الأعلى بين عالم الخلق وعروش الذات الإلهية :

فترى روح الولي ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر

ولكن هذا المعراج روحي ومعنوي فقط.

بينما للرسول صلوات الله عليه المعراج الأكمل : جسدا وروحا .. 

ولهذا فإن الروح الموقنة والعارفة إن أحبت وأرادت حقا وجه الله تعالى إشتاقت له فخرقت كل هاته المعالي :

أنوارا وظلمات، وكوابيس وسماوات .. وأكوان وعوالم ....

ولتكتشف بأن كل هذا وكل عوالم الخلق حجاب عن الحبيب الحق ..

بل وليرى الولي عينه الثابتة في علم الله .

والصورة الإحسانية التي يراه الله بها في الأفق المبين إن كان من الكمل .

الأفق الذي سماه بعض الأولياء بالمرآة حتى قال أحدهم فيه :

رأيت محمدا يملي لمحمد صلوات الله عليه.

إذ لا يرى المبشر هنالك إلا صورته الصفاتية ، والإحسان الذي يراه الله به لا الصورة الخلقية له .

فما صورتنا الدنيوية هاته إلا صورة قزمية أولى في طورنا الأول هذا .

 بينما خلقنا الله أطوارا.

وسيخلقنا الله فيما لا نعلم كما قال سبحانه  : ويخلقكم فيما لا تعلمون.

بل وليبعث كل المومنين عمالقة في القيامة .

فيعرف الولي عند هذا الأفق المبين معنى قوله تعالى في الحديث القدسي :

كنت بصره ... وسمعه ... ويده ... ورجله .

حتى قال من قال في هذا الحال : أنا من أهوى ومن أهوى أنا .

بل وقال له من قال : يا أنا .

سبحانه عنا :

وكل ما يشفع لنا هنا أن لغة الحب سكرانة في نهايتها .

ولحد حديثنا عن الخمرة الأزلية ..

وعن حال السكر كحال محبة وفناء في إسم الله وصفاته..

 لا مقام فناء في ذاته. 

سبحانه عنا وعلى كل العالمين .


حقيقة الفناء والحلول والإتحاد :

 من المؤاخذات الكبرى التي ينتقد بها معظم الفقهاء المتصوفة عقيدة الحلول .

والتي يومن بها وعلى ظاهريتها وماديتها العديد من المفكرين .

والتي تعني حلول اللاهوت في الناسوت أو حلول الخالق في المخلوق .

وبالفعل لهم كل الحق في تكفير كل من يومن بهذا ذاتيا وماديا .

فذات الله العلية متعالية على كل الخلق .

لكن العديد من الأولياء قدس الله أسرارهم إدعوا ولا زالوا يدعون هذا .

بل والسماع الصوفي كالكثير من الدواوين الصوفية مليء بأشعار غثة عن هذا الحلول وهذا الفناء في الله والإتحاد به .

كأشعار الحلاج مثلا الذي يعد النموذج الأكبر لهذا الحال :

فلقد فنى عن ذاته لحد الجذب ولحد نداءاته في الأسواق :

أغيثوني من ربكم .

بل ولحد قوله :

أنا من أهوى ومن أهوى أنا .

وقوله : 

سبحانك سبحاني .

لكن هذا كله كان عن شعور روحي وعن معنويات قلبية فقط

لفنانه عن ذاته محبة لله سبحانه وتعالى قدس الله سره .

لأن الفناء الصوفي لا يعني فناء وحلول ذات الولي في ذات الله سبحانه وتعالى.

بل فناء الولي فناء محبة وعبادة لا غير ..

وحلول شعوري فقط . 

ومنة يتفضل بها الله سبحانه وتعالى على من يشاء حال بشراه بالولاية .

وحين يصير الولي محبوبا من الله تعالى بعد أن كان محبا فقط كما بالحديث  :

ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه .

فيصير كله بالله ولله ومن الله  :

كنت بصره ... وسمعه ... ويده .. ورجله .

فيفنى الولي عن أنانيته الناقصة ليعيش ربانيته الكاملة :

فيفنى عن نقص بشريته ليعيش كمال إنسانيته :

فالإنسان الكامل هو الولي العارف.

وليببقى وكأنه  : هو لا هو .

لكن برسم : اللاه .

لا رسم إسم الجلالة : الله الذي لا يليق إلا بالخالق الحق سبحانه .

الرسمان اللذان ألحد العديد ممن لم يفرق بينهما من علماء الحروف والفلاسفة.

كإبن عربي قدس الله سره الذي رسم إسم الجلالة بستة حروف عوض خمسة فزاد الواو في الأخير ليرسم إسم الله على شكل : اللاهو . ويقول بتساوي الله مع اللاه .

وليستنتج بأن الله حرفيا تعني اللاهو بل وهو اللاهو .

وليقول بتجلي إسم الجلالة في الوجود عن فيض .

فأثبت الحقائق الصوفية حرفيا وفلسفيا ووجوديا وعلى مادياتها غفر الله لنا وله . 

حتى أمر أحد المربين المومنين بهاته الطريقة الأكبرية مريده بقوله : كنه .

وكل هذا والله أعلم لعظيم ولاية إبن عربي قدس الله سره

ولفناء روحه في حب الله تعالى فناء كبيرا

ثم لعدم خروجه من هذا الحال الروحي العظيم حتى الممات ، 

وغرقه الكبير في كل الديانات والفلسفات والمعارف..

لكننا وإن كنا نشهد بمقامات وأحوال ولايته الكبرى  ..

فإنا لا نقر بكل فلسفته الوجودية رغم تأكيده على تعالي ذات الله سبحانه وتعالى ...

فالفلسفة والأشعار الصوفية - وحتى الإسلامية منها - ليست كلها على صواب وإن كانت كل أحوالها ومقاماتها على هدى وإستقامة.

لعجز التعبير اللغوي عن جل الحمولات الروحية والذوقية

إذ يبقى الولي الكامل حال الفناء هذا عبدا خالصا.

لكن ناسيا لكل جثمانيته ظاهرا .

فيبقى روحا محبة قد نست كل الأكوان وكل الجسد .

لإنغماسه في معارف ولدنيات ويقينيات لا ولن يصدقها غير أهلها .

وليمن الله بعد هذا على كمل الأولياء بمقام البقاء .

ويعود للولي توازنه فانيا عن كل هذا الفناء . 

ونافيا لكل أحوال تأليهه وتألهه السابقة .

المقام الذي لا نلمسه عند إبن عربي قدس الله سره لموته فانيا في حب الله تعالى.

 والله أعلم .

والمقام الذي عبر عنه الحلاج قدس الله سره بوضوح في آخر أشعاره كقوله :

عجبت منك ومني    يا منية المتمني

أدنيتني منك حتى    ظننت أنك أني

فأكد بأن كل هاته الأحوال مجرد قرب روحي لا حلولا ماديا .

وكما أكد عند سؤاله رحمه الله :

أأنت أنا ؟ هذا في إلهين .

حاشاك حاشاك من إثبات إثنين .

ليؤكد توحيده الخالص لله تعالى ..

بل وليلتمس الأعذار لمن حكموا بإعدامه في مناجاته الأخيرة قبل قتله :

هؤلاء عبادك قد إجتمعوا لقتلي تعصبا لدينك 

وتقربا إليك فإغفر لهم :

فإنك لو كشفت لهم ما كشفت لي ما فعلوا ..

ولهذا لا يزال معظم المتصوفة يلقبونه بشهيد الحب الإلهي . 

ولهذا ننفي فقهيا أي حلول ذاتي أو مادي أو فلسفي  لذات الخالق في المخلوق.

رغم إثباتنا للفناء وللحلول وليس الإتحاد كمشاعر معنوية وكأحوال ناقصة

 أكمل منها  - وكلها - مقام البقاء بالله .

ولهذا فإن الصوفي الحق هو من صدقت إرادته لوجه الله تعالى..

ومن فنى عنه ليبقى شعوريا بالله .

ومن كان كله لله كان الله له : بداية ونهاية كل التصوف.


 


      

بين وحدة الوجود ووحدة الشهود :

 يومن العديد من الفلاسفة الغربيين والشرقيين

 وكذا العديد من المتصوفة :

بنظرية وحدة الوجود :

 التي تدعي بأن الوجود واحد ومطلق 

وبالتالي لا فرق بين الله تعالى والطبيعة

 ولحد القول بأن الخلق هو عين الحق .

وذلك إنطلاقا من نظرية الفيض المدعية بأن كل الوجود فائض عن الذات الأولى عبر مراتب عليا وسفلى 

وبالتالي فليس هناك خالق وخلق..

 بل فقط وجود إلهي في مراتب ..

النظريتان اللتان تتناقضان مع العقيدة القرآنية 

ومع العديد من العلوم الحقة .

فالوجود السماوي والأرضي أتى حقا عن مراتب كما بالقرآن الكريم لكن مراتب خلقية لا فيضية .

 وعن فتق من رتق كما بقوله تعالى :

أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما .

الآية التي تؤكد بمخلوقية الوجود عن فعل إلهي لا عن فيض .

وإنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون .

فما ثم في الوجود إلا أفعال الله سبحانه وتعالى وكلماته وبعض صفاته :

فكما تدل أي صنعة عن الصانع وبعض خصائصه :

 تدل بل وتتجلى في كل الوجود بعض صفات الله تعالى ..

والتي نلمسها عقلا :

إذ يدل الكون لكل متدبر على صفات الله تعالى :

الخالق والعليم والحكيم والكريم والرزاق .....وغيرها..

وكل ما نعلم من صفات الله تعالى وما لا نعلم. 

وهذا لأولي الألباب من المتفكرين في خلق السماوات والأرض .

أما المتصوفة وذووا الأذواق الروحية فلا يصلون إلى تجلي هاته الصفات الربانية عن عقل وتدبر فقط 

بل عن أذواق قلبية وروحية وعن محبة كبرى لله تعالى .

ولحد رؤيتهم لبعض أنوار هاته الصفات كونيا ..

بل ولحد يقين بعضهم بوحدة الشهود النورانية هاته لا وحدة الوجود المادية .

فحينما تتجلى بعض صفات الله تعالى كونيا على قلب وروح الولي كإسمه تعالى : القريب :

 يحس وكأن ذات الله تعالى قريبة من حبل وريده ..

 وتحيط به من جهاته الست ..

بل وكأنه لا كون .. وما ثم إلا الله . بل وكأن الكون هو الله .

وللحد الذي لا يفرق فيه بعض أدمغة التصوف ولليوم :

 بين وحدة الوجود المادية هاته 

ووحدة الشهود النورانية والمعنوية الصوفية :

فالله نور السماوات والأرض .

وحينما يتجلى الله تعالى بإسمه تعالى النور على قلب وروح الولي تفنى أمامه كل ظلمات الكون ..

ولحد فنانه عن كل طينيته .

وإضمحلال كل الكون عنه.

فيفني من لم يكن ليبقى من لم يزل . كما قالوا .

وحتى قالوا في هذا الحال : 

ما ثم في الوجود إلا الله .

وبأن الخلق عين الحق .

لكن عن حال صوفي فقط 

وليس عن حقيقة علمية ويقينية أو مقام كما يظن من لم تكتمل بعد دورته الصوفية..

إذ الحقيقة أن السماوات والأرض كلها ظلمات .

 ولا تنيرها إلا أنوار صفات الله تعالى المتجلية فيها :

الله نور السماوات والأرض.

ولهذا فرغم ظلمات الكون هاته يرى من يرى بقلبه وببصيرة روحه كل الوجود أنوارا ..

كما لا يرى الضالون في كل الوجود إلا الطبيعة والمادة .

ولحد العقيدة :

بأن النور الكوني الحق هو فلسفات إبليس اللعين..

 ولا تنوير إلا بأنوار كفرياته العلموية .

وليقع المومنون بوحدة الوجود المادية كذلك في عقيدة الإثنية : إله النور وإله الظلام وفي تأليه إبليس .. بل وفي تعدد الآلهة :

بل وبأن كل الكون وكل الخلق تعبير عن اللاهو : كرمز لله.

ولحد اليقين بأن الله متجلي في كل الوجود بذاته لا فقط بأنوار صفاته سبحانه .

وأكبر ما سجن عقول هؤلاء الفلاسفة في وحدة الوجود المادية هاته  :

ظنهم بأن الله هو المطلق

 وما دمنا جزءا من المطلق

 فنحن جزء من الذات العلية كما قال الله تعالى عنهم :

وجعلوا له من عباده جزءا

بينما ذات الله تعالى وكما قال إبن عربي :

جد متعالية ولا نشم لها أية صفة.

وبالتالي فهي فوق كل المطلق وفوق كل الوجود

وما ثم إلا تجلي بعض صفاتها على قلوب وأرواح بعض الأولياء وجوديا وفي الأنفس .

ولهذا نومن بوحدة الشهود النورانية هاته لا وحدة الوجود المادية .

فما الخلق إلا صفر وجودي عند تجلي الذات الإلهية .

فالحمد لله على عظمة الله تعالى وعلى معاليه وكل علياءاته.

والحمد لله على ضعفنا وكل نقصنا: 

فالله قد وضع أكبر كمالاته في أضعف مخلوقاته  : الإنسان .

ولهذا كان كل كمالنا في ضعفنا ونقصنا .

وكل الحمد للكامل الحق ربنا .

   

      

لأولي الفكر والعلم والفقه والعرفان:

بإسم الله تعالى الرحمان الرحيم ... الخبير العليم سبحانه : 

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أستاذنا الفاضل /أستاذتنا الفاضلة : 

الموضوع : طلب حوار علمي عملي :

ينفي  بعض المسلمين كل نعوت : صوفي وسلفي ومالكي وحنفي وأشعري وماتريدي وحنفي وشافعي أو إسلامي أو /علماني/ وغيرها على أي متدين ، بدعوى أننا كلنا مسلمون ولا تجوز لنا هاته الألقاب لأنها نعوت تفرقة  .

ولهم بعض الحق في هذا لأن لقب مسلم هو لقبنا العام ، وهو النعت الأول والأساسي لكل مذاهبنا الإسلامية .

لكن عند التعمق في دراسة الإسلام والعمل به يجد العالم المسلم - وكأي مفكر عامل  - نفسه مضطرا لتبني التسلف أو التصوف أو العلمية - ولا أقول العلمانية - أو غيرها من المذاهب ..

لكن الكثير من المتمذهبين يظنون بتقاطع مذاهبنا الإسلامية هاته ، ولحد اليقين بتضادها :

إذ لا يومن الكثيرون منا بأن إختلافنا إختلاف تنوع فقط ، بل واختلاف تكامل في الغالب ، لا خلاف تضاد وتفرقة كما يشرد الكثيرون ...

وذاك لجهلهم بأن الإسلام دين منقسم عمليا بين :

مقام إسلام. ومقام إيمان. ومقام إحسان .

ولكل من هاته المقامات فقهياتها وعلومها وحقائقها: بيانا وبرهانا وعرفانا .

ولجهلهم كذلك بأن الفكر الإسلامي في كماله منقسم بين:

علوم متجددة بالعقول المجردة فقط .

وفقهيات مسددة بالأعمال السنية التجديدية .

وعرفانيات مؤيدة بالإلهامات الروحية والقلبية .

ولهذا فإن جل مذاهبنا السنية تتكامل عند أولي الألباب ، وعند الراسخين في العلم ، وعند كل المومنين بوحدوية العلوم والفقهيات والعرفانيات الإسلامية الحقة ، و لا أقول واحديتها : 

فالفهم والفكر لا يتوحدان غالبا ..

والتوحد الوحيد الذي يمكن أن يقرب بين كل مذاهبنا - ولو كانت علمانية - هو فقه العمل الصالح :

ولهذا إختص معهدنا القرآني للتصوف السني تعليميا في فقه العمل الصوفي ، والذي نعني به : فقه السلوك القلبي والروحي سنيا  على : assamae.blogspot.com

كما إختصت مدرستنا العرفانية في فقه العمل الإسلامي عموما وفي الفقه الحركي والتفسير العملي والسلام الإسلامي خصوصا وكذا بعض المستقبليات على : kotouby.blogspot.com

ولقد تربيت كمؤسس لهذا المعهد ولهاته المدرسة الإصلاحية ميدانيا بين العديد من الجماعات والزوايا والجمعيات والتيارات والحركات الإسلامية وكذا العلمانية ... 

ولأقتنع أخيرا ، وعن بصيرة والحمد لله تعالى :

بمنهج السلفية العلمية أولا : فلا فقه أسمى من إختصاصاتها.

وبالتصوف السني العملي ثانيا : فلا سلوك قلبي وروحي يعلوه فرديا .

وبمادة الإيبيستيمولوجيا كثقافة علمية وتوعوية عامة .

ولأجد نفسى مومنا بفضيلة التوفيق بينها :

لضرورة هذا سنيا وإجتماعيا وعلميا وفقهيا وعمليا..

ولخطر التنافر الحالي بين جل الفقهاء والمتصوفة .

وكذلك لضرورة هذا سياسيا : لأن العديد من المؤامرات صارت تستغل أكثر  هذا التباعد بين السلفيين والمتصوفة من جهة ، والتطاحن بين الإسلاميين والعلمانيين من جهة أخرى :

 ولا تزداد وللأسف هاته المؤامرات والخطط الهدامة فينا إلا حدة ..

ولقد وضعت مشروع مدرستي الفكرية والإصلاحية هذا لأهله من ذوي الإختصاص العملي ...

ليبقى إختصاص معهدي الأول : فقه السلوك الصوفي بمنهجية أشعرية إن شاء الله تعالى .

كما أن تميزه الأول يبقى في : تدريس كل هذا السلوك القلبي ، بهدف تكوين مكونين في فقه العمل الصوفي سنيا إن وفق الله تعالى ..: 

فقد آن الأوان لتصالح التسلف مع العرفان . 

وكخطوة أولى أسعى حاليا كمؤسس لهاته المدرسة  ولهذا المعهد الإلكترونيين :

للحوار مع كل من يهمه هذا المشروع من شيوخ أفاضل وعلماء وباحثين ومفكرين وطلبة ...

ومع كل مهتم بالفكر العالمي .. وكل من له فضول علمي  ... وذلك :

1 . نحو سلفية صوفية حقا سنية وحقا علمية وحقا عملية وجامعة :

 فلا حقيقة صوفية من دون شريعة سنية ومن دون عقيدة قرآنية ومنطق علمي .

2 . نحو تأطير أكاديمي لكل هذا المشروع ، ونحو تأسيس لجنة علمية لكل هاته المدرسة العرفانية وهذا المعهد الصوفي إن وفق الله تعالى .

فما جوابكم وما توجيهاتكم وما نصائحكم لنا أستاذنا الكريم ؟ أستاذتنا الكريمة ؟ مشكورين  :

العنوان البريدي : جودر بناوي شارع محمد الخامس أكوراي إقليم الحاجب ولاية فاس مكناس المغرب : 

الهاتف والواتساب : +212/ 06.32.86.47.24    

المايل : tafsyre@gmail.com 

وعلى الحبيب محمد كل الصلاة وكل السلام ، وعلى آله والصحب .

بإسم الله تعالى الغفور الغفار سبحانه :

ونفس وما سواها ، فألهمها فجورها وتقواها. قد أفلح من زكاها ، وقد خاب من دساها . صدق الله العظيم